🇺🇸 ترامب يفرض رسومًا غير مسبوقة على تأشيرات H-1B: تصعيد جديد يهدد مستقبل التكنولوجيا والهجرة إلى أمريكا
🇺🇸 ترامب يفرض رسومًا غير مسبوقة على تأشيرات H-1B: تصعيد جديد يهدد مستقبل التكنولوجيا والهجرة إلى أمريكا |
في خطوة مفاجئة تحمل تداعيات اقتصادية وسياسية واسعة، أعلن الرئيس الأمريكي السابق والحالي دونالد ترامب عن فرض رسم سنوي قدره 100,000 دولار أمريكي على كل تأشيرة من نوع H-1B، وهي التأشيرة التي تتيح للشركات الأمريكية توظيف العمالة الأجنبية الماهرة في تخصصات مثل البرمجة، الهندسة، تكنولوجيا المعلومات، والذكاء الاصطناعي.
القرار، الذي جاء ضمن حملة ترامب المتجددة لإعادة تشكيل سياسة الهجرة إلى الولايات المتحدة، أثار عاصفة من الانتقادات داخل أوساط الأعمال والتكنولوجيا، خاصة وأن قطاعًا واسعًا من الشركات في وادي السيليكون يعتمد بشكل كبير على المهارات الأجنبية لسد الفجوات في سوق العمل المحلي.
🧾 تأشيرة H-1B: العمود الفقري للتكنولوجيا الأمريكية
تُعد تأشيرات H-1B من أهم أدوات جذب العقول المهاجرة إلى الولايات المتحدة، حيث تمنح سنويًا لما يقارب 85,000 موظف أجنبي (65,000 تأشيرة عامة + 20,000 لحملة الشهادات العليا من جامعات أمريكية)، مع مدة إقامة تصل إلى 6 سنوات.
وفقًا للإحصاءات الرسمية:
-
أكثر من 70% من هذه التأشيرات تُمنح لمواطنين من الهند.
-
الصين تأتي في المرتبة الثانية بنسبة 11.7%.
-
كبرى شركات التكنولوجيا مثل أمازون، مايكروسوفت، ميتا، وجوجل تعتمد بشكل كبير على هذا البرنامج لتوظيف آلاف المتخصصين سنويًا.
💸 رسوم جديدة تهدد التوازن الاقتصادي للشركات الناشئة
فرض رسم سنوي يبلغ 100,000 دولار على كل موظف حامل لتأشيرة H-1B يمثل زيادة هائلة في تكاليف التوظيف، خاصة للشركات الناشئة والصغيرة التي تعاني أصلًا من قيود تمويلية.
وقد علّق الشريك في شركة رأس المال المغامر Menlo Ventures، دييدي داس، عبر منصة X:
"فرض مثل هذه الرسوم سيؤدي إلى طرد أفضل المواهب من الولايات المتحدة. إذا فقدنا قدرتنا على جذب العقول اللامعة، فسيتراجع الابتكار، وسيتباطأ نمو الاقتصاد الأمريكي."
⚠️ ردود أفعال متباينة داخل قطاع التكنولوجيا
العديد من الشركات الكبرى امتنعت عن التعليق، في حين شهدت أسهم شركات تكنولوجيا هندية مثل Infosys وWipro وCognizant المدرجة في الأسواق الأمريكية انخفاضًا فوريًا بنسبة تراوحت بين 2% و5% فور الإعلان عن القرار.
القطاع التقني يعتبر تأشيرات H-1B أداة حيوية للمنافسة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، البيانات الضخمة، وتطوير البرمجيات، وهي مجالات تعتمد بشكل أساسي على كفاءات عالية يصعب توفرها محليًا.
🧭 هل القرار قانوني؟ الجدل يبدأ
أثار القرار تساؤلات حول شرعيته القانونية، إذ صرّح مدير السياسات في المجلس الأمريكي للهجرة، آرون رايخلين ميلنيك، أن:
"الكونغرس سمح فقط بفرض رسوم لتغطية تكاليف المعالجة، وليس لتمويل السياسات العامة أو ردع الهجرة القانونية."
وفي غياب توضيحات إدارية رسمية حول كيفية تطبيق هذه الرسوم، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه الإجراءات ستواجه طعونًا قانونية كما حدث في إدارة ترامب الأولى.
🇮🇳 الهند والصين في مرمى التأثيرات
بما أن الهند والصين تمثلان المصدر الأساسي لأغلب حاملي تأشيرات H-1B، فإن هذا القرار ستكون له تداعيات دبلوماسية واقتصادية على العلاقات بين واشنطن وهاتين الدولتين.
-
في عام 2025 وحده، حصلت أمازون على أكثر من 10,000 تأشيرة H-1B.
-
في حين حصلت كل من مايكروسوفت وميتا على أكثر من 5,000 تأشيرة.
الضغط المالي الناتج عن الرسوم الجديدة قد يدفع الشركات إلى تقليل الاعتماد على هذه التأشيرات، ما سيؤدي إلى تراجع فرص العمل للمهاجرين المتخصصين، وتحولهم إلى دول أخرى مثل كندا، أستراليا، المملكة المتحدة، وألمانيا التي تفتح أبوابها للمهاجرين المهرة.
🧱 جزء من حملة أوسع لتقييد الهجرة القانونية
هذه الخطوة ليست بمعزل عن سياسة الهجرة المتشددة التي يتبعها ترامب، إذ سبق أن فرض في وقت سابق من هذا العام:
-
قيودًا على تأشيرات السياحة والأعمال من 19 دولة.
-
إمكانية فرض كفالات مالية تصل إلى 15,000 دولار على بعض المتقدمين.
-
إجراءات أكثر صرامة في عمليات التدقيق الأمني للزوار والمهاجرين.
📉 التأثير المحتمل على الابتكار الأمريكي
يشكّل القرار تهديدًا مباشرًا لـ:
-
الريادة الأمريكية في التكنولوجيا.
-
قدرة الشركات على المنافسة عالميًا.
-
حيوية سوق العمل في مجالات متقدمة تتطلب خبرات غير متوفرة محليًا.
المخاوف تتصاعد من أن تتحوّل الولايات المتحدة من وجهة مفضلة للمهاجرين المهرة إلى بيئة طاردة، ما قد يمنح منافسيها الدوليين فرصة ذهبية لاحتضان هذه الكفاءات.
📌
دونالد ترامب، تأشيرة H-1B، رسوم الهجرة، الهجرة إلى أمريكا، قطاع التكنولوجيا، العمالة الأجنبية، الهند، الصين، شركات التكنولوجيا، الابتكار، السياسات الأمريكية، وادي السيليكون، الشركات الناشئة، الذكاء الاصطناعي، التوظيف في أمريكا
تعليقات
إرسال تعليق