أراك عصي الدمع – أبو فراس الحمداني | تحليل وشروح كاملة
أراك عصي الدمع – أبو فراس الحمداني | تحليل وشروح كاملة |
تُعد قصيدة أراك عصي الدمع واحدة من أشهر القصائد في الشعر العربي، نظمها الأمير الشاعر أبو فراس الحمداني، وتناقلها الأدباء والقراء عبر العصور لجمالها وصدق مشاعرها، حتى تغنّت بها أم كلثوم في إحدى أشهر روائعها. هذه القصيدة ليست مجرد كلمات بل هي صرخة ألم وحنين، وتحفة أدبية تحمل بين أبياتها ملامح الحزن والفخر والكرامة.
نص قصيدة أراك عصي الدمع – كلمات كاملة
شرح واعراب قصيدة أراك عصي الدمع
البيت الأول:
"أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبرُ"
- الشرح: يخاطب الشاعر محبوبته متعجبًا من جمودها أمام فراقه، فهي لا تبكي ولا يظهر عليها التأثر، وكأن الصبر من شيمها.
- الإعراب:
- أراك: فعل مضارع مرفوع، والكاف مفعول به أول
- عصيّ: خبر أول منصوب
- الدمع: مضاف إليه
- شيمتك: مبتدأ مؤخر ومضاف ومضاف إليه
- الصبر: خبر
البيت الثاني:
"بلى أنا مشتاق وعندي لوعةٌ"
- الشرح: يقر الشاعر بشدة اشتياقه وعذابه الداخلي، لكنه في الوقت ذاته رجل عزيز لا يبوح بسِرِّه بسهولة.
وهكذا تستمر القصيدة بأسلوب رقيق، يجمع بين الفخر والضعف، بين الحب والعتاب، في صيغة فنية راقية.
تحليل قصيدة أراك عصي الدمع
قصيدة أراك عصي الدمع تعبر عن صراع داخلي بين الكبرياء والعاطفة. يظهر أبو فراس الحمداني بشخصية الشاعر العاشق الذي لا يسمح لنفسه بالانكسار رغم ما يعانيه من ألم الفقد والحب. توظف القصيدة صورًا شعرية مؤثرة، مثل "تكاد تضيء النار بين جوانحي"، لتجسيد حرارة الشوق.
كما تحمل رمزية عالية؛ فمثلاً، "الليل" رمزٌ للوحدة والألم، و"الدمع" هو الوسيلة الوحيدة للتنفيس. التكرار في مطلع القصيدة "أراك عصيّ الدمع" يوحي بإصرار داخلي على المواجهة.
قصة قصيدة أراك عصي الدمع
كُتبت قصيدة أراك عصي الدمع خلال أسر أبو فراس الحمداني لدى البيزنطيين، حيث قضى عدة سنوات في السجن. وقد ألهمه هذا الوضع الحزين والعاطفي لنظم العديد من القصائد التي تعرف باسم الروميات، نسبة إلى الروم الذين أسروه.
في هذه القصيدة، يظهر الحنين والوجع من الحبيبة والخذلان، ممزوجين بعزة النفس والكرامة، وهو ما يعكس مزيجًا فريدًا من الألم والكبرياء.
أراك عصي الدمع – أم كلثوم
جاءت القصيدة إلى الأجيال الحديثة بصوت أم كلثوم، التي غنتها بلحنٍ شجي من ألحان رياض السنباطي، فكانت واحدة من أعظم تجليات المزج بين الشعر العربي الكلاسيكي والموسيقى الشرقية.
أداء أم كلثوم أضفى على الأبيات عمقًا عاطفيًا إضافيًا، وأعاد إحياء القصيدة في الوجدان العربي، حتى أصبح كثيرون يربطون عنوان القصيدة بها تلقائيًا.
إن قصيدة أراك عصي الدمع هي واحدة من جواهر الأدب العربي التي تُبرز عاطفة الإنسان المأسور في ظلال الكرامة. بها عبّر أبو فراس الحمداني عن مكنونات قلبه في لحظة ضعف إنساني وسموّ شعري. سواء قرأتها أو استمعت لها بصوت أم كلثوم، ستظل هذه القصيدة علامة فارقة في الشعر العربي.
تعليقات
إرسال تعليق