تشهد مظاهرات المغرب 2025 زخماً غير مسبوق، حيث خرج آلاف الشباب في مدن مختلفة للتعبير عن غضبهم ومطالبهم. وقد أطلق على هذه الموجة اسم حركة جيل زد 212، في إشارة إلى الجيل الجديد من المغاربة الذي يستخدم التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي كأداة لتنظيم الاحتجاجات ونشر رسائلهم بسرعة هائلة. فما هي أبرز أسباب هذه المظاهرات؟ وما تأثيرها على المشهد السياسي والاجتماعي في المغرب؟

---

أسباب مظاهرات المغرب 2025

تعددت العوامل التي دفعت الشباب للنزول إلى الشارع، وأبرزها:

1. الأوضاع الاقتصادية الصعبة

   ارتفاع نسب البطالة بين الشباب، خصوصاً خريجي الجامعات، أدى إلى حالة من الإحباط العام، ورفع سقف المطالب بفرص عمل عادلة وتحسين الأوضاع المعيشية.

2. المطالبة بالعدالة الاجتماعية

   ركزت الاحتجاجات على ضرورة إصلاح قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة، التي يعاني المواطنون من تدهورها في السنوات الأخيرة.

3. ارتفاع تكاليف المعيشة

   شهدت الأسواق المغربية زيادات متكررة في الأسعار، خصوصاً المواد الأساسية والطاقة، مما زاد الضغط على الأسر.

4. المطالبة بحرية التعبير

   ركزت حركة جيل زد 212 على تعزيز الحقوق الفردية والجماعية، معتبرة أن المغرب بحاجة إلى مساحة أكبر من الحرية والشفافية.

---

المدن التي شهدت مظاهرات

انتشرت الاحتجاجات في مدن رئيسية مثل الرباط، الدار البيضاء، فاس، ومراكش، إضافة إلى حراك محلي في مدن أصغر مثل طنجة وأكادير. وتنوعت الشعارات بين المطالبة بـ"الكرامة"، "العدالة الاجتماعية"، و"محاربة الفساد".

---

دور وسائل التواصل الاجتماعي

أبرز ما ميز احتجاجات المغرب 2025 هو الاعتماد الكبير على منصات مثل فيسبوك، تويتر، وإنستغرام لنشر الأخبار المباشرة وتنظيم المظاهرات. وقد أطلق هاشتاغ #جيل_زد_212 الذي حصد تفاعلاً واسعاً محلياً وعالمياً.

---

رد الحكومة المغربية

أصدرت الحكومة المغربية عدة بيانات تؤكد أنها "تتفهم مطالب الشارع" وتعهدت بإطلاق إصلاحات اقتصادية واجتماعية. ومع ذلك، شهدت بعض المدن اعتقالات محدودة خلال المظاهرات، مما أثار جدلاً إضافياً حول جدية الإصلاحات المعلنة.

---

مقارنة مع احتجاجات سابقة

يُقارن الكثيرون هذه الحركة مع حراك 2011 في المغرب، حيث برزت نفس المطالب تقريباً، لكن الفارق أن جيل زد يعتمد على أدوات رقمية حديثة، ما جعل صوتهم يصل بسرعة أكبر ويحقق صدى أوسع.

---

مستقبل حركة جيل زد 212

من الواضح أن مظاهرات المغرب 2025 ليست مجرد حدث عابر، بل هي مؤشر على دخول المغرب مرحلة جديدة من الحراك الشعبي. ويبقى السؤال مطروحاً: هل ستنجح الحكومة في استيعاب مطالب الشباب وتنفيذ إصلاحات ملموسة، أم أن الاحتجاجات ستستمر بوتيرة متصاعدة؟