🖋️ معلقة امرئ القيس: صوت البداوة والعشق والخلود في ذاكرة الشعر العربي
الشعر الجاهلي ومولد الأسطورة
في عمق الصحراء العربية، وقبل الإسلام بقرون، كان الشعر الجاهلي وسيلة العرب في تخليد البطولات، ورواية التاريخ، والتعبير عن الذات. ومن بين روائع هذا العصر، تتلألأ معلقة امرئ القيس كإحدى أعظم قصائد الأدب العربي الكلاسيكي، حتى قيل إنها "ديوان العرب الأول"، واعتُبرت النموذج الذي اقتدت به أجيال من الشعراء.
امرؤ القيس بن حجر الكندي، يُلقب بـ"الملك الضليل"، وُلد في قبيلة كندة اليمنية، واشتهر بجمال شعره وجرأته في الغزل والوصف، حتى أصبح رائد الغزل العربي القديم، وأول من وقف على الأطلال وبكى، ومهد للقصيدة العربية تقاليدها البنائية.
🧭 البنية الفنية في معلقة امرئ القيس
تتكون المعلقة من قرابة 80 بيتًا، وتتنوع موضوعاتها بين:
-
الوقوف على الأطلال
-
الغزل والعشق
-
وصف الطبيعة والخيول
-
الفخر والبطولة
-
الحزن على فقد الأحبة
وقد ابتدأها الشاعر بالأسلوب الجاهلي الشهير: البكاء عند الأطلال، ثم انتقل إلى تذكر محبوبته، ووصف رحلاته ومغامراته، لينتهي بتأملات شخصية تشي بالحكمة والمعاناة.
📜 النص الكامل لمعلقة امرئ القيس
قِفا نبكِ من ذِكرى حبيبٍ ومنزلِبسِقطِ اللوى بينَ الدَّخول فحوملِفتوضحَ فالمِقراةِ لم يَعفُ رسمُهالما نسجتها من جنوبٍ وشمألِترى بَعَرَ الأَرآمِ في عَرَصاتِهاوقيعانِها كأنَّهُ حَبُّ فُلفُلِكأني غداةَ البينِ يومَ تحملوالدى سَمُراتِ الحيِّ ناقِفُ حنظلِوقوفاً بها صحبي علي مطيهميقولون لا تهلك أسىً وتجمَّلِوإن شفائي عبرة مهراقةفهل عند رسم دارس من معولِكدأبِكِ من أمِّ الحُويرثِ قبلَهاوجارتِها أمِّ الربابِ بمأسلِإذا قامتا تَوضّحَ البَدرُ لَونهُماوساطَ الدُّجى حتى يُقالَ مِنَيرُفَبَتُّ أكابدُ لَيلًا طَويلًا كَأنَّنيفَريقانِ شَدّا خَيلَهُما فتصاولِولَيلٍ كموجِ البحر أَرخى سُدولَهُعَلَيَّ بأنواعِ الهُمومِ لِيَبتَليفَقُلتُ لَهُ لَمَّا تَمَطّى بصلبِهِوأردفَ أعجازاً وناءَ بكلكلِأَلا أَيُّها الليلُ الطويلُ ألا انجلِبصُبحٍ وما الإصباحُ منكَ بأمثلِفَيالَكَ مِن لَيلٍ كأنَّ نُجومَهُبِكُلِّ مُغارِ الفَتلِ شُدَّتْ بيَذبُلِكأنِّي لم أركبْ جوادًا لِكَاعِبٍولم أتبطن كاعبًا ذاتِ خلخلِولم أَسْبَأِ الزقَّ الرويَّ ولم أقللِقَطْرِيَّةٍ سيري وأرخي الأرْسُلِإذا ما بكى من خلفِها انصرفت لهبشق وتبتسم عن اللؤلؤِ المُكللِكأنَّ ثبيراً في عَرانينِ وَبْلَةٍمن السَّيلِ والضَّحيانِ فَوقَهُ أطْلَسُكأنَّ دِماءَ الهُدْبِ في كلّ مِئزرٍدما بِدَمى أسدٍ تَسِيلُ وتُنهَلِفَمِكرٍ مفرٍّ مُقبلٍ مُدبرٍ معاًكجُلمودِ صخرٍ حطّهُ السيلُ من علِكأنّ قلوبَ الطيرِ رطْبًا ويابسًالدى وكرها العناب والحشف الباليإذا استقبلتهُ الشمسُ تَرتَدّ ضوءهاكما يرتدُّ الطرفُ في حدِّ مُقْتلِله أيطلا ظبيٍ وساقا نعامةٍوإرخاءُ سرحانٍ وتقريبُ تَتفلِفَظلّ يَطاردها وقد قامَ قائمٌمنَ الضُّحى حتى أفادَ ومَظّلِفأدبرنَ كالجزءِ المُعقّلِ جَريهُفذَيلُ السِّربِ منهُنّ مرعّبُفأدبرنَ كالظّبي السريعِ يقودهصبيٌّ من الغِلمانِ فَطْنٌ مُعلَّمُإذا ما بَرَزنَ نَظرْتَ إلى حُسنِ وجْههاكَما يُنظرُ البدرُ الذي ليسَ يُحجَبُ
🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧
معلقة امرئ القيس، الشعر الجاهلي، امرؤ القيس، الغزل العربي، الأدب العربي القديم، المعلقات السبع، الوقوف على الأطلال، قصائد عربية خالدة، الشعر العربي الكلاسيكي، صوت البداوة، تحليل المعلقة.
🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧🎧
شاعر عشق الصحراء وخلّد الوجدان
في معلقة واحدة، استطاع امرؤ القيس أن يختصر عالمًا كاملًا من الحب والبطولة والضياع. لقد منحنا مرآة نرى فيها مشاعر العرب الأوائل، ورسم بالكلمات خريطة للمشاعر التي لا تزال تُحاكي القلوب حتى اليوم. إن هذه المعلقة ليست مجرد قصيدة، بل نص مؤسس للهوية الشعرية العربية، وصوت خالد من أصوات البداوة والعشق والمجد.
تعليقات
إرسال تعليق