شريط الأخبار

🌹 "الأطلال" – إبراهيم ناجي: أنشودة الحنين وجراح الحب الخالد

 🌹 "الأطلال" – إبراهيم ناجي: أنشودة الحنين وجراح الحب الخالد
الشعر حين يُترجم الوجع ولا يُنسى
إبراهيم ناجي

الشعر حين يُترجم الوجع ولا يُنسى

في عالم الشعر، توجد قصائد لا تُقرأ فحسب، بل تُغنّى، تُبكى، وتُخلّد في الذاكرة والوجدان. من هذه الروائع، تتربع قصيدة "الأطلال" للشاعر الطبيب إبراهيم ناجي، كأحد أعذب ما كتب في الشعر الرومانسي العربي. هذه القصيدة التي وهبتها كوكب الشرق أم كلثوم صوتها الخالد، لتصبح مرآةً لكل من عاش الحب، وخَبِرَ الوداع، وسكنه الحنين.

كتبها ناجي في لحظة من الانكسار العاطفي، لكنها خرجت إلى الناس ببلاغة مشبعة بالصدق، وبأسلوب موسيقي ساحر، جعلها واحدة من أجمل قصائد الغزل العربي في القرن العشرين.


🧠 إبراهيم ناجي: شاعر من نوع خاص

ولد الشاعر إبراهيم ناجي عام 1898، وكان طبيبًا وشاعرًا مصريًا ينتمي إلى مدرسة أبولو الشعرية، التي مزجت بين الرومانسية والتأمل والخيال. وقد عُرف برهافة حسه، وعذوبة لغته، وقدرته على التعبير عن أدق الانفعالات العاطفية بعمق وشفافية.

كانت حياته سلسلة من الأحاسيس العميقة، والخيبات، واللحظات التي وُلد منها شعره، خاصة قصيدته الأشهر "الأطلال" التي كتبها في حب فتاةٍ جمعته بها علاقة قصيرة وانتهت، لكن أثرها بقي مدى الحياة.


📜 نص من قصيدة "الأطلال" – إبراهيم ناجي

🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺

أعطني حريتي، أطلق يديّا
إنني أعطيت ما استبقيت شيّا

آهِ من قيدك أدمى معصمي
لم أُبقِهِ وما أبقى عليّا

ما احتفاظي بعهودٍ لم تصنها؟
وإلامَ الأسرُ، والدنيا لديّا؟

أين من عيني حبيبٌ ساهرٌ
ودّعَ النومَ وودّعتُ الكرى؟

وأتى الدهرُ علينا وانقضى
فإذا أحبابُنا رملٌ وماء

قد أطيلُ العمرَ لكن لن أعود
لا ربيعًا كان زهري فيه ضاعا

إنّ حظّي كدقيقٍ فوقَ شوكٍ
نثروهُ، ثمّ قالوا لحفاةٍ: اجمعوه

إنّ من أشقاهُ ربي كيف أسعدْ؟
أيّ حظٍ يرتجى ممن عصاه؟

يا فؤادي، رحمَ اللهُ الهوى
كان صرحًا من خيالٍ فهوى

اسقني واشربْ على أطلاله
واروِ عني طالما الدمع روى

🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺🎺 

هذه الأبيات ليست إلا جزءًا من النص الكامل الطويل للقصيدة، الذي غنّت منه أم كلثوم بتصرف فني، وصار نشيدًا للقلوب الجريحة في العالم العربي.


🎼 من القصيدة إلى الأُغنية: حين نطقت أم كلثوم بالحُب

حينما غنّت أم كلثوم "الأطلال" عام 1966 من تلحين رياض السنباطي، تحولت القصيدة إلى عمل موسيقي خالد. اختلطت فيها كلمات إبراهيم ناجي، بروح الغناء الشرقي الأصيل، لتولد واحدة من أعظم الأغاني العربية في القرن العشرين، التي لا تزال تُبكي العاشقين وتحرّك القلوب في كل مرة تُبث فيها.


🧪 تحليل فني وجمالي لقصيدة "الأطلال"

  • الأسلوب الشعري: عمودي تقليدي، على بحر الكامل، لكنه مفعم بالعاطفة والموسيقى الداخلية.

  • الثيمة الأساسية: الحب الفاقد، الحنين، الحزن، الذكرى، الحرية من التعلّق.

  • اللغة: فصيحة ناعمة، تمتاز بعمق المشاعر وصدق التصوير.

  • الصورة الشعرية: غنية بالاستعارات والكنايات، خصوصًا في تصوير الفقد والانكسار.

  • الرمز: الأطلال رمز لحب مهدوم، وزمنٍ جميل لن يعود.

الأقسام
 🌹 "الأطلال" – إبراهيم ناجي: أنشودة الحنين وجراح الحب الخالد
Trend4y0

إستكشاف المزيد

أنت تشاهد أحدث مقال

تعليقات

      ليست هناك تعليقات
      إرسال تعليق

        نموذج الاتصال