في خطوة فجائية تسببت بصدمة لدى جمهور البرامج الحوارية الليلية، قررت شبكة ABC الأميركية وقف بث برنامج "Jimmy Kimmel Live!" إلى أجل غير مسمى، وذلك على خلفية تصريحات أطلقها مقدم البرنامج جيمي كيميل بشأن حادثة مقتل الناشط اليميني تشارلي كيرك.

هذا القرار أثار جدلًا واسعًا في أوساط الإعلام والجمهور، وفتح الباب أمام تساؤلات كبرى حول حرية التعبير، وتسييس الإعلام، ومستقبل البرامج الحوارية في مناخ أميركي يزداد استقطابًا يومًا بعد يوم.

---

🔥 بداية الأزمة: كيميل يتحدث... والجدل ينفجر

جاءت تصريحات كيميل في أعقاب مقتل كيرك على يد شاب يُدعى تايلر روبنسون، والبالغ من العمر 22 عامًا، والذي تم توجيه تهم القتل العمد له في حادثة وقعت في 10 سبتمبر.

خلال مقدمة برنامجه مساء الإثنين، قال كيميل:

"عصابة MAGA تحاول جاهدًا تصوير القاتل على أنه شيء آخر غير أحد أفرادها، مستغلة الحادث لكسب نقاط سياسية."

كما انتقد إنزال الأعلام إلى نصف السارية تكريمًا لكيرك، وسخر من رد فعل الرئيس دونالد ترامب واصفًا إياه بأنه أقرب إلى حزن طفل على سمكة ذهبية ماتت.

ورغم أن كيميل كان قد عبّر سابقًا على حسابه في إنستغرام عن تعاطفه مع عائلة كيرك، إلا أن تصريحاته على الهواء أثارت موجة غضب من اليمين السياسي، الذي اعتبرها "تطاولًا على ضحية سياسية".

---

📺 قرار الإيقاف وموجة ردود الأفعال

شبكة ABC المملوكة لشركة Disney، أصدرت بيانًا مقتضبًا قالت فيه:

"سيتم تعليق بث برنامج Jimmy Kimmel Live! حتى إشعار آخر."

بينما رفض كيميل التعليق لوسائل الإعلام عند خروجه من الاستوديو في لوس أنجلوس.

شبكة Nexstar Media، وهي من أكبر مالكي المحطات المحلية في الولايات المتحدة، أعلنت أيضًا أنها لن تبث البرنامج في المستقبل القريب، مشيرة إلى أن تصريحات كيميل "كانت غير مناسبة ومسيئة في توقيت حساس سياسيًا".

ولم تتأخر قناة Sinclair في اتخاذ خطوة مماثلة، حيث قررت تخصيص وقت عرض البرنامج لبث حلقة تأبينية خاصة عن كيرك.

---

🏛️ التدخل السياسي: بين الرقابة والانتقام

الجدل لم يتوقف عند حدود الشبكات الإعلامية. فقد دخلت لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) على الخط، حيث وصف رئيسها بريندان كار (المُعين من قِبل ترامب) ما قاله كيميل بأنه "سلوك مريض وغير أخلاقي"، داعيًا ديزني لاتخاذ إجراءات فورية.

أما المفوضة الديمقراطية في اللجنة آنا غوميز، فردّت عليه عبر منصة X (تويتر سابقًا)، قائلة:

"حادثة عنف سياسي من شخص مضطرب لا يجب أن تُستخدم ذريعة لمزيد من الرقابة."

هذا التوتر بين أعضاء اللجنة يعكس حجم الانقسام الذي يمر به المشهد السياسي الأميركي، حتى في أبسط تعبيراته الإعلامية.

---

⚖️ النقابات تتدخل: هل الحرية الإعلامية مهددة؟

نقابة كتاب أميركا (WGA) انتقدت بشدة قرار الإيقاف، واعتبرته انتهاكًا لحقوق حرية التعبير المكفولة دستوريًا. وجاء في بيانها:

"عارٌ على كل مسؤول حكومي ينسى أن حرية التعبير هي حجر الأساس في ديمقراطيتنا."

كما أصدرت نقابة الممثلين والإعلاميين (SAG-AFTRA) بيانًا مماثلًا، قالت فيه:

"ما يحدث الآن هو نوع من القمع والانتقام الذي يشكل خطرًا على حريات الجميع، وليس فقط المشاهير."

---

👥 الرأي العام منقسم... والميدان غاضب

في لوس أنجلوس، حيث يُصور البرنامج، تجمع العشرات أمام الاستوديو احتجاجًا على إلغاء الحلقة. إحدى المعجبات، جانا بلاكويل من ولاية فيرجينيا، قالت لهيئة BBC:

"ما يحدث سخيف. هذا انتهاك لحرية التعبير. كيميل شارك رأيه فقط، فهل أصبح هذا جريمة؟"

وفي مشهد آخر، حمل بعض المحتجين لافتات تطالب بعزل ترامب، بينما عبّر آخرون عن تضامنهم مع كيرك.

أما الرئيس ترامب، فلم يُخفِ سعادته، وقال عبر منصته الاجتماعية Truth Social:

"إلغاء برنامج كيميل خبر رائع لأميركا. أخيرًا امتلكت ABC الشجاعة لاتخاذ القرار الصحيح."

---

📉 مستقبل كيميل والبرامج الحوارية التقليدية

مصدر مقرب من إدارة البرنامج قال لشبكة CNBC إن كيميل لم يُطرد رسميًا، لكن هناك نية لإعادة تقييم محتوى البرنامج، وأن النقاش جارٍ حول ما إذا كان يجب أن يعتذر قبل عودته إلى الشاشة.

يُذكر أن برامج الحوار الليلية تمر بأزمة عامة، مع تراجع نسبة المشاهدين وانتقال الجمهور إلى خدمات البث الرقمي. وقبل أسابيع، أعلنت CBS إنهاء عرض The Late Show with Stephen Colbert بعد 11 موسمًا، رغم شعبيته الواسعة.

---

📌 خلاصة: هل يُعاقب كيميل أم تُكتم الأصوات؟

في مشهد يعكس هشاشة الخط الفاصل بين حرية التعبير والمسؤولية الإعلامية، يبدو أن جيمي كيميل أصبح أحدث ضحية لصراع سياسي يهدد مستقبل الإعلام الأميركي المستقل.

سواء كنت من أنصار كيميل أو من منتقديه، يبقى السؤال الأهم:

هل يجب أن يُحاسب المقدمون على آرائهم الساخرة؟ أم أن المنصات الإعلامية باتت رهينة الضغوط السياسية؟